لا غريب في الأمر: إنه حال الآنكسي

لا غريب في الأمر: إنه حال الآنكسي

سيهانوك ديبو

المتتبع للأمر الكردي في سوريا؛ يرى بيسر؛ بأن المتسلط –رهط من قيادته- على قرار المجلس الوطني الكردي موجود بشكل عام في المكان الخاطئ منذ تأسيسه حتى زيارته المزمعة إلى موسكو. كان هذا المجلس موجوداً في الذي سميّ؛ ذات لحظة ضياع سوري؛ بالمجلس الوطني السوري؛ كمجلس يتصرف بكل قراراته جماعة الاخوان المسلمين. استدرك من أسس هذا المجلس بأنهم مجرد اخوان فقاموا بتجميل –يتضح اليوم- بأنه فعل مسخ وحوّلوه إلى ما سمي بالائتلاف. المتبقي اليوم في الائتلاف من بعد مغادرة شخصيات وأحزاب وطنية لهذا الجسم الممسوخ؛ يؤكد بأن الائتلاف والاستطالة التي نجمت عنه المسمّاة بالحكومة الانتقالية بأنها تفيد أن تكون مؤسسة تابعة للحكومة التركية أو كفرع مساعد لوزارة الخارجية التركية وعلى غير علاقة كليّة بكل شأن سوري. هذا الائتلاف بتلك الحكومة مع هذا المجلس الكردي –رهط من قيادته- اعتبرت أبرز انجازاتهم مباركة الاحتلال التركي لعفرين، وشهود مشرعنة للعلم التركي المرفوع في جرابلس واعزاز والباب وأخيراً بشكل عدواني همجي احتلالي على عفرين.
روسيا في نظر عموم شعب سوريا دولة تمارس جني أعلى مستوى من المكاسب على الملعب السوري. وفي نظرهم أيضاً غير مؤهلة أن تكون راعي الحل السوري؛ وغير التأهيل هذا جاء بشكل أكبر بعد احتلال تركيا لعفرين بدعم من موسكو وفي الوقت نفسه تسيير مئات القوافل لآلاف العائلات السورية من الغوطة والقلمون وغيرهما من المناطق السورية إلى عفرين في أكبر عملية تغيير ديموغرافي عرفها التاريخ المعاصر. وروسيا اليوم التي تحرص أن لا تخسر ملف القضية الكردية حتى لو كان وفقاً لحساباتها المدمرة؛ تجد اليوم في المجلس الكردي بديل حزبنا وحوالي العشرين حزباً كردياً موجوداً في الإدارة الذاتية الديمقراطية مع الأحزاب والهيئات العربية والسريانية الآشورية التركمانية المؤسسة للإدارة. لكن روسيا ستعيد خطأ شريكتها تركيا في الآستانات؛ تركيا التي كانت سبباً أساسياً أن لا نكون وتكون هذه الأحزاب موجودة بثماني جنيفات وتسع آستانات. علماً بأن عدم مثل هذا الوجود كان بالنافع أكثر من الضار، فالموجودون في تلك الاجتماعات –من النظام أو المحسوبة على المعارضة- كانو بالشهود ولم يكونوا بالمشاركين. كأقل ما يمكن قوله. الفيتو التركي تزامن مع عدم اصرار المشرفين الأساسيين على عقد جنيف السوري على حضورنا. بالأساس لن نحضر حتى يحين وقت الحل. وحضور ممثلي الإدارة الذاتية السياسيين والعسكريين بالأساس بمثابة الدخان الأبيض على أن الحل السوري حان، وبات في معرض التهيئة.
لقاء المجلس الكردي بنائب وزير الخارجية الروسية السيد ميخائيل بوغدانوف؛ التقيت به أكثر من مرة منذ ثلاث أعوام؛ لن يحمل ما هو المفيد. فقد عبر (النائب السابق) لِ(وزير التعليم في الحكومة المؤقتة) أن كل شيء في عفرين يجري على قدم وساق في أن تكون الولاية التركية رقم 83؛ وأنهم –كمجلس كردي- وبحسب لقائه مع قناة روداو (سيسعون) للمناقشة على أن يكون تعليم اللغة الكردية في حصة للعام المقبل! هل هناك أبشع من مثل هكذا تسوِّل ولمن؟ التوسّل من المتسولين أساساً؟
لا صراع أو تناحر في روج آفا. فشلت كل محاولة كي تكون هناك حرباً بينية: كردية كردية كانت أو كردية عربية. هذا هو الثابت؛ ليس منَ اليوم؛ إنما منذ خمس سنوات على أقل تقدير. كتبت منذ ثلاث سنوات وفي جريدة بوير بأنه لا صراع في روج آفا؛ إنما يوجد كتلة تاريخية؛ أدت وتؤدي أدواراً تاريخية في شمال وشرق سوريا؛ حزبنا جزء أساس من هذه الكتلة، كما يوجد في الوقت نفسه تكتل خائر يؤدي وظائف عدمية؛ يظهر بين الحين والآخر؛ ممثل برهط من قيادة المجلس الكردي. أقول مرة أخرى رهط وليس بعموم المجلس. عموم المجلس بالضد من هذه السلوكيات التي يقوم بها هذا الرهط. هذا الرهط الذي يظهر في الدمار فقط، ويطرح نفسه على الدوام كمنفِّذ؛ كمشغّل للأجندة غير الوطنية وعلى تضاد مع أي حل للقضية الكردية في سوريا، وهو جاهز –كما عادته- للتسول على إثر الأنقاض وهدم المكتسبات. لكن هذا الرهط لا يكتب له الاستمرار. وكمثلهم من يرتضي لنفسه هذا الدور؛ لن يكون سوى باحتياط الاحتياط؛ في أحسن مرتبة له.
لن يفهم هنا؛ غير مسموح بالأساس؛ بأن مثل هذا التشخيص في مناقضة مع كل جهد وطني قومي خلّاق لقطع الطريق على منع وحدة الصف الكردي. الصف الكردي مع كل منجز وطني سوري وفي ترابط محكم بالقناعة/ المُسَلّمة بأن حل القضية الكردية في سوريا مدخل أوحد لحل القضية السورية وأزمتها. الصف الكردي مع انعقاد المؤتمر الوطني الكردي، ولملمة للأطراف الكردي بهدف الخروج إلى الأجندة الفاعلة الديمقراطية. الصف الكردي ليس مع التسول، وهو بالضد من أية محاولة لنسف المكتسبات المتحققة. الصف الكردي يعلم جيداً بأن الذي حدث في عفرين كان سيحدث حتى لو كانت كردستان كلها قائمة، فالصف الكردي يعلم بأن استمرار المقاومة ودوام الدبلوماسية في الوقت نفسه ضمان عودة عفرين وكل منطقة محتلة من قبل أنقرة، ولا ترجع عفرين من خلال من يزورون أو زاروا موسكو كي يكونوا شهود التمرير؛ مثل هؤلاء يمارسون التطفل والتقايض. هؤلاء لا يصلحون كي يكونوا في مثل هذه المرحلة بالأسِّ والأساس. لا غريب في الأمر: إنه حال الآنكسي؛ عموماً.



from خبر24 https://ift.tt/2Lb3oUS
via IFTTT

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

“ إبداعك المرئي: شرح لبرنامج صانع الفيديو

أمير الرياض يشرف حفل السفارة الألمانية

تطبيق Access Dots يجلب لك ميزة مؤشر استخدام الكاميرا والميكروفون من iOS 14 لأندرويد!